الشباب المسلم, ما بين الفكر المشوه وضيق الأفق
وما بين الفكر الحر والفكر الحركي
أحياناً تمر عليك أحداث ومحادثات يلقي فيها أحدهم كلمة ما أو يعبر فيها عن رأي فكري له, فتشتعل في فكرك خاطرة محددة, تؤرق تفكيرك وتسيطر على أفكارك لبعض الوقت, فيحاول عقلك محاورة هذه الخاطرة وتفكيكها وتبيان رأيك وموقفك الفكري منها.
قبل أيام إلتقيت بأخ لي في الله لمحادثة طويلة في شؤون الدعوة الى الله والعمل الاسلامي في الجامعات, فافترشنا أرض المسجد من بعد صلاة المغرب الى ما بعد صلاة العشاء بساعة, وتناقشنا في حال العمل الطلابي والدعوي, وكان بين الذي تحدثنا فيه, تأطر الطالب الجامعي المسلم في اطار وحركة اسلامية, مقابل بقاءه حراً من دون فكر حركي محدد.
كان أخي هذا من أصحاب الفكرة التي تقول بأنه من الواجب والإلزام على الطالب المسلم الجامعي أن يكون مؤطراً في حركة اسلامية وإطار اسلامي قطري واضح المعالم والفكر, وذالك لكي يتلقى هذا الأخ فكراً اسلامياً شاملاً ومكتملاً في شؤون حياته, السياسية والاجتماعية والاقاصادية وغيرها, فيكون صاحب شخصية مبنية واضحة المعالم, وكان ادعاء أخي أن الحركات الاسلامية في بلادنا تعطي هذا الفكر الاسلامي الشامل لذالك الطالب الجامعي لذا عليه أن يكون مؤطرأ إما بالحركة الاسلامية الشمالية أو الجنوبية.
أيضاً كان أخي من أصحاب الفكرة التي تنتقد حركات طلابية اسلامية غير منتمية لإطار اسلامي قطري وخارجي, فرأى أخي أن حركة طلابية اسلامية مثل حركة الرسالة الطلابية العاملة في القدس, والتي تمثل العمل الاسلامي الوحيد الذي يجمع المسلمين في صفوفه على اختلاف إنتماءاتهم, هي شيء مرفوض وغير مقبول, وذالك لأن هذا الإطار الطلابي –حسب زعمه- ينشئ فكراً مشوهاً لدى الطالب ويتسبب في بلبلته الفكريه وتشتيتها, بعكس أبن الحركة والإطار القطري, الذي ينشأ مع فكر ديني وسياسي واجتماعي واضح المعالم ومرسوم الحدود.
هذه المقولة إستقرت في رحم أفكاري فلازمتني بعض الوقت, فأردت استبيانها بشكل كلمات لأتبين موقفي من هذه المقولة, مع أنه واضح لي أني من أصحاب قناعة عكسية وفكر مخالف هو فكر الرسالة, والذي يتلخص بالفكرة القائلة, أنه بدل أن تلقن الطالب الجامعي وتملأ نفسه وعقله وفكره بالأفكار المبنية والمرسومة على يدي أشخاص أخرين, كوَنوا وبنوا تلك الحركة والأفكار, على الحركة الطلابية أن تبني شخصية الطالب المسلم بأن تعطيه الوسائل والأليات لإتخاذ القرار المناسب, وأن تدخل الطالب في تجارب واقعية وفي مواقف يحتاج فيها للتفكير بنفسه والتمرن على إتخاذ القرارات التي يراها صحيحة ومناسبة في تلك المواقف, لينشأ كصاحب شخصية مسؤولة وقيادية ومستقلة, وذا قدرة على اتخاذ القرارات بنفسه, ليقرر هو لأي فكر يتبع ولأي طريقة ينتمي ليخدم بها مجتمعه ودينه, لهذه الحركة أو لتلك, أو أن يبقى دون الدخول تحت أكناف حركة معينة, وأن يبني لنفسه فكراً حراً بدل الفكر الحركي, وأن يكون ذا أفق واسع مدرك للواقع بدل أفق ضيق تعود التلقين وامتصاص فكر حضره وبناه غيره له.
مقالتي هذه تعتمد على الفكرة بأن كل فكرة سياسية أو حركة حزبية أو حتى إسلامية, هي نتاج فكر شخصي لشخص معين, وهذه الحركة هي نتاج طموح هذا الشخص ومبادرته, هو لوحده أو مع بضع أشخاص إجتمعوا معه على هذه الفكرة.
أيضاً أعتمد في تصوري, أن هذه الشخص هو غير منزه عن الأخطاء وهو لا يختلف عني وعنك, وكما فكر وبادر هو, فلديك أنت ايضاً القدرة على التفكير والاستنتاج والتصور, لتبني لنفسك فكراً وطريقةً, ربما يتماشى مع فكر حركة موجودة وربما يخالفها. ولكن لكي تقوم بهذه الخطوة عليك أن تمر بتجارب فكرية وعملية وأن تكون صاحب مبادرة وطموح, وأن تتأكد أن واقع اليوم هو حلم وطموح لأشخاص كانوا قبلنا, وأن المستقبل القريب والبعيد هو ما نرسمه ونطمح له ونسعى لأجله أنا وأنت .
وما بين الفكر الحر والفكر الحركي
أحياناً تمر عليك أحداث ومحادثات يلقي فيها أحدهم كلمة ما أو يعبر فيها عن رأي فكري له, فتشتعل في فكرك خاطرة محددة, تؤرق تفكيرك وتسيطر على أفكارك لبعض الوقت, فيحاول عقلك محاورة هذه الخاطرة وتفكيكها وتبيان رأيك وموقفك الفكري منها.
قبل أيام إلتقيت بأخ لي في الله لمحادثة طويلة في شؤون الدعوة الى الله والعمل الاسلامي في الجامعات, فافترشنا أرض المسجد من بعد صلاة المغرب الى ما بعد صلاة العشاء بساعة, وتناقشنا في حال العمل الطلابي والدعوي, وكان بين الذي تحدثنا فيه, تأطر الطالب الجامعي المسلم في اطار وحركة اسلامية, مقابل بقاءه حراً من دون فكر حركي محدد.
كان أخي هذا من أصحاب الفكرة التي تقول بأنه من الواجب والإلزام على الطالب المسلم الجامعي أن يكون مؤطراً في حركة اسلامية وإطار اسلامي قطري واضح المعالم والفكر, وذالك لكي يتلقى هذا الأخ فكراً اسلامياً شاملاً ومكتملاً في شؤون حياته, السياسية والاجتماعية والاقاصادية وغيرها, فيكون صاحب شخصية مبنية واضحة المعالم, وكان ادعاء أخي أن الحركات الاسلامية في بلادنا تعطي هذا الفكر الاسلامي الشامل لذالك الطالب الجامعي لذا عليه أن يكون مؤطرأ إما بالحركة الاسلامية الشمالية أو الجنوبية.
أيضاً كان أخي من أصحاب الفكرة التي تنتقد حركات طلابية اسلامية غير منتمية لإطار اسلامي قطري وخارجي, فرأى أخي أن حركة طلابية اسلامية مثل حركة الرسالة الطلابية العاملة في القدس, والتي تمثل العمل الاسلامي الوحيد الذي يجمع المسلمين في صفوفه على اختلاف إنتماءاتهم, هي شيء مرفوض وغير مقبول, وذالك لأن هذا الإطار الطلابي –حسب زعمه- ينشئ فكراً مشوهاً لدى الطالب ويتسبب في بلبلته الفكريه وتشتيتها, بعكس أبن الحركة والإطار القطري, الذي ينشأ مع فكر ديني وسياسي واجتماعي واضح المعالم ومرسوم الحدود.
هذه المقولة إستقرت في رحم أفكاري فلازمتني بعض الوقت, فأردت استبيانها بشكل كلمات لأتبين موقفي من هذه المقولة, مع أنه واضح لي أني من أصحاب قناعة عكسية وفكر مخالف هو فكر الرسالة, والذي يتلخص بالفكرة القائلة, أنه بدل أن تلقن الطالب الجامعي وتملأ نفسه وعقله وفكره بالأفكار المبنية والمرسومة على يدي أشخاص أخرين, كوَنوا وبنوا تلك الحركة والأفكار, على الحركة الطلابية أن تبني شخصية الطالب المسلم بأن تعطيه الوسائل والأليات لإتخاذ القرار المناسب, وأن تدخل الطالب في تجارب واقعية وفي مواقف يحتاج فيها للتفكير بنفسه والتمرن على إتخاذ القرارات التي يراها صحيحة ومناسبة في تلك المواقف, لينشأ كصاحب شخصية مسؤولة وقيادية ومستقلة, وذا قدرة على اتخاذ القرارات بنفسه, ليقرر هو لأي فكر يتبع ولأي طريقة ينتمي ليخدم بها مجتمعه ودينه, لهذه الحركة أو لتلك, أو أن يبقى دون الدخول تحت أكناف حركة معينة, وأن يبني لنفسه فكراً حراً بدل الفكر الحركي, وأن يكون ذا أفق واسع مدرك للواقع بدل أفق ضيق تعود التلقين وامتصاص فكر حضره وبناه غيره له.
مقالتي هذه تعتمد على الفكرة بأن كل فكرة سياسية أو حركة حزبية أو حتى إسلامية, هي نتاج فكر شخصي لشخص معين, وهذه الحركة هي نتاج طموح هذا الشخص ومبادرته, هو لوحده أو مع بضع أشخاص إجتمعوا معه على هذه الفكرة.
أيضاً أعتمد في تصوري, أن هذه الشخص هو غير منزه عن الأخطاء وهو لا يختلف عني وعنك, وكما فكر وبادر هو, فلديك أنت ايضاً القدرة على التفكير والاستنتاج والتصور, لتبني لنفسك فكراً وطريقةً, ربما يتماشى مع فكر حركة موجودة وربما يخالفها. ولكن لكي تقوم بهذه الخطوة عليك أن تمر بتجارب فكرية وعملية وأن تكون صاحب مبادرة وطموح, وأن تتأكد أن واقع اليوم هو حلم وطموح لأشخاص كانوا قبلنا, وأن المستقبل القريب والبعيد هو ما نرسمه ونطمح له ونسعى لأجله أنا وأنت .