الأربعاء، 10 فبراير 2010

الطريق الأنسب لإحياء لجنة الطلاب العرب


الجامعة, هي ذالك الحلم الوردي الذي يعيشه معظم شبابنا ويمتد غالباً على مدار أربع سنوات, تكون هي من أحلى سنوات العمر وأكثرها تأثيراً وتحديداً لمصير كل منا.

قيل الكثير والكثير عن الشباب وعن أهمية المثقفين والأكاديميين في إحياء الأمم والشعوب, ففي كل شعوب الأرض كان لطلاب الجامعات الدور القيادي في تحديد مصير الأمة وقيادة الثورات, فكان لشباب الجامعات دور الريادة في ذالك, وإسألوا فرنسا عن مظاهرات الطلاب, وإسألوا الثورة الإيرانية عن دور طلاب الجامعات فيها.

لا تحتاج لأن تكون عبقرياً لتستنتج أن نهضة أمتنا وشعبنا العربي الفلسطيني في البلاد وإن كانت, ستكون على إيدي جامعيين أكادميين مثقفين, يغارون على حال مجتمعهم ومستقبله, حتى ليضحوا بأغلى أوقاتهم لقيادة المجتمع وتغيير حاله للأفضل.

الجامعات ولا شك هي مصانع القادة, والحركات الطلابية في الجامعات هي ذالك المحرك وحقل التدريب الذي يتدرب فيه الطالب الجامعي على خدمة مجتمعه وطلاب الجامعة, لتكون هذه مقدمة للخروج للمجتمع وتغيير حاله, بعد أن تبلورت شخصية الطالب الجامعي وبنى لنفسه هوية ثقافية وسياسية واضحة المعالم, وبعد أن إكتسب الأدوات اللازمة لهذه المهمة.

دور أخر لا يقل أهمية للحركات الطلابية, وهو خدمة الطلاب العرب ومساعدتهم في عبور حياة الجامعة ومطباتها بأمان, وذالك عن طريق نشاطات توعوية ومحاضرات تثقيفية في شؤون الحياة المختلفة. وأهمية هذه الدور تزداد على ضوء واقعنا الإجتماعي وحالنا السياسي كمجتمع "محتل" ويعاني من تمييز مؤسسات الدولة ضده.

من أجل هذه المهات العظيمة نشأت الحركات الطلابية, وقد تعددت الحركات الطلابية وإختلفت توجهاتها بإختلاف الإنتماءات الحركية والحزبية والفكرية لأبناء المجتمع, فكان أصحاب الفكر القومي, وأصحاب الفكر الإسلامي وأصحاب الفكر العلماني وغيرهم.

للأسف, وبالرغم من أن حال مجتمعنا يوجب ويحتم على الحركات الطلابية في الجامعات التعاون والتشارك والإتحاد حول المصالح والمبادئ المشتركة, كانت ساحات الجامعة ساحات أخرى للمعارك والتناطح والإختلافات, التي زادت مجتمعنا تشرذماً وتفرقة, وكأنه لا يكفي لنا الإختلاف حول إنتخابات المجالس المحلية, والنقابات العمالية وإنتخابات الكنيست, فأبت نفوسنا الى التناحر والتقاتل والإختلاف في إنتخابات أخرى هي للجنة الطلاب العرب.

لا يخفى على كل متابع أن الجسم المدعو "لجنة الطلاب العرب" والذي من المفروض أن يكون المجلس الأعلى والجامع للطلاب العرب والغيور على مصالحهم, كان وللأسف جسم مبهم ومعطل, وفعلياً لا وجود له على أرض الواقع.

الحال الموجودة في معظم الجامعات, أنه وكل بضع سنوات, تقوم الكتل الطلابية بإجراء إنتخابات للجنة الطلاب العرب, ولكن تنتهي الإنتخابات بدون نتيجة, وبسبب الخلافات السياسية وقلة الوعي الفكري والسياسي, تمتنع الكتل الطلابية بذرائع عديدة عن الإئتلاف فيما بينها, محاولة كل كتلة تعطيل الكتل الأخرى.

هذه هو الحال في جامعة حيفا, جامعة تل أبيب والجامعة العبرية في القدس والتي درست فيها, فقد كنت مشاركاً قبل سنتين في إنتخابات لجنة الطلاب العرب والتي إنتهت بفوز حركة الرسالة الطلابية بمعظم الأصوات وحازت على 7 مقاعد, والجبهة والتجمع حاز كل منهم على 5 مقاعد.

للأسف إنتهت الإنتخابات مثلما إنتهت في باقي الجامعات. فقد أعلنت الجبهة أنها لن تأتلف مع حركة إسلامية, والإئتلاف بين الجبهة والتجمع كان مرفوضاً على الطرفين, ولم يتكون إئتلاف بين الحركة الإسلامية والتجمع بسبب إعتبارات حزبية قطرية مختلفة. وهذا هو الحال في جامعتي حيفا وتل أبيب.
لا تهدف هذه المقالة لإلقاء اللوم على أحد, ولكن النتيجة التي كانت هي أنه لم تتكون لجنة طلاب عرب, وهذه هي نفس الحال منذ سنوات عديدة, وفي القدس هذه هي السنة الخامسة على التوالي التي لا يوجد فيها لجنة طلاب عرب فاعلة.

للأسف هذه الحالة تعود على نفسها كل بضع سنوات, فبعد إجراء إنتخابات لا تتكون إئتلافات ولا تتشكل لجنة طلاب عرب, وهذه الحال كما يبدو ستعود هذه السنة أو السنة القادمة في القدس, فإن إجتماعات الكتل الطلابية تسير نحو إتخاذ قرار بإجراء إنتخابات للجنة الطلاب العرب, وواضح لنا منذ اليوم, أن نتيجة الإنتخابات التي ستكون هي نفس حال اليوم, وأنه لن تتشكل لجنة للطلاب العرب بسبب نفس العقليات والخلافات, ويبقى الحال هو نفس الحال, ويعود السؤال بعد السؤال, ما الحل وما علينا أن نفعل.

برأينا الحل الوحيد للخروج من المأزق الذي دخلت إليه لجنة الطلاب العرب, والذي بسببه لا تتكون لجنة لخدمة الطلاب العرب منذ سنوات, هو تكوين لجنة للطلاب العرب على غرار وبالطريقة التي تتكون فيها لجنة المتابعة القطرية, ألا وهي أن تكون لجنة تضم في داخلها كل الأجسام العربية الفاعلة في الساحة الطلابية وذالك دون إجراء إنتخابات مباشرة.

بمعنى, تكوين لجنة تضم ممثل عن كل خلية طلابية عربية فاعلة في الجامعة, بحيث تبني هذه اللجنة برنامج عمل يضع نصب عينيه القواسم المشتركة والأهداف المشتركة لكل الكتل وخدمة الطالب العربي, ويتم إتخاذ قرارات لجنة الطلاب العرب بإجماع الأجسام المشاركة.

هذه الصيغة من شأنها تربية الكتل الطلابية والأحزاب السياسية على ترك الأنانية الشخصية وتفضيل مصلحة جميع الطلاب العرب على المصلحة الشخصية لكل حزب, ومن شأن هذه الصيغة إزالة الحواجز والأراء المسبقة لدى كل حزب عن الأخر, بحيث تعمل كل الأحزاب من خلال هذه الصيغة, لتمرير برنامج عمل جامع وممثل لكل الطلاب العرب, وكل خلية طلابة تواصل عملها الخاص وبرنامج عملها الخاص دون التأثير على عمل لجنة الطلاب العرب
.


هذه الصيغة تبقى مجرد إجتهاد شخصي, وبرأيي سترفضها معظم الأحزاب السياسية, لأن التجربة أثبتت أن هدف الأحزاب السياسية هو إجراء الإنتخابات بهدف إجراء الإنتخابات فقط, فهذه هي الألية لتفعيل الكوادر, لزرع مبادئ الحزب في نفوس الطلاب, ولضم منتسبين جدد ومنتمين لهذا الحزب السياسي أو ذاك.

لقد طرحت هذه الصيغة في برنامج فنجان قهوة مع الإعلامية إيمان القاسم, بل دعوت لجنة المتابعة لتبني هذه الصيغة بهدف إحياء لجنة الطلاب العرب من جديد, ففي هذه المرحلة لا نرى من مخرج لمأزق لجنة الطلاب العرب, إلا هذه الصيغة والتي يمكن تسميتها "إئتلاف شامل لكل الكتل الطلابية العربية". وننتظر لنرى موقف بقية الأحزاب من هذه الصيغة.

هناك تعليق واحد:

  1. عزيزي وسام
    رفيق حلبي استقال من المرناة الصهيونية بسبب تدخلات جهاز الشاباك

    الاذاعة و المرناة الصهيونية هي اداة دعاية صهيونية موجهة ضد العرب

    لا يجوز المشاركة فيها لانه منح للشرعية لها , ولاننا بذلك نروج لها في اوساط الشباب و العرب عموما

    ردحذف