الخميس، 18 فبراير 2010

الرسالة وإقرأ, سيناريوهات الفيلم الإسلامي والفصل الثاني.............. مستوحاة من فيلم الأفاتار


بالأمس عدت في الزمن 5 سنين الى الوراء, إستشعرت حياة العزوبية والشباب مرة أخرى, كان شعوري غريباً عندما دعاني أصدقائي لمرافقتهم للسينما لمشاهدة فيلم "الأفاتار", فمنذ مدة طويلة تخليت عن حياة "الشباب العزب" المليئة بالحركة والنشاط, ودخلت في حياة "المتزوجين" الهادئة المليئة بالسكينة, التي كنت دائماً أحلم في عيشها وأسعد بها, فعشقت تلك السكينة والهدوء التي أعيشها مع زوجتي.

بداية رفضت طلب أصدقائي للذهاب معهم, فبدا لي غريباً أن أعود من جديد لقاعة السينما,مع أصدقائي وبدون زوجتي, وأن أسهر حتى ساعة متأخرة من الليل في مشاهدة فيلم سينمائي, ولكن إلحاح أخي وصديقي أمير أقنعني, فقد كانت هذه أحدى الذكريات التي تعيش معك لسنوات طويلة.

الفيلم إسمه "الأفاتار", وتدور أحداثه حول كوكب في الفضاء إسمه "باندورا" تعيش عليه كائنات طيبة مسالمة إسمها "نافي" , تشبه الإنسان ولكنها أكثر طولاً ولونها أزرق, وكانت تعيش بأمان وإستقرار وسعادة, قبل وصول البشر الذين جاؤوا للكوكب للتنقيب وللحصول على معدن ثمين جداً موجود في كوكب باندورا.
"الأفاتار" هي كائن جسده مثل "النافي" ولكنه مركب من تركيبة جينية مشتركة للإنسان وللنافي, ويتم السيطرة عليه ذهنياً من قبل الإنسان صاحب التركيبة الجينية.
أحداث الفيلم الرئيسية تدور حول المعركة التي يشنها البشر على النافي وكوكب باندورا وذالك لطردهم من مكان مسكنهم والذي هو شجرة عملاقة تحتها منجم ضخم للمعدن الثمين. وضمن الأحداث تكون محاولات مسالمة "لإقناع" النافي بترك موطنهم, ولكن مع رفضهم يشن البشر الحرب عليهم.
لن أتحدث عن أحداث الفيلم لكي لا أفسد متعة من يريد مشاهدته, ولكن يكفي القول أن "فكرة الفيلم" هي الأهم لهذه المقالة.

الفيلم يحوي الكثير من الرموز السياسية, لإحتلال شعب لشعب بذرائع مختلفة, فالفيلم يجسد لحد قريب جداً قصة فلسطين واليهود, وقصة العراق وأمريكا, ويجسد لحد قريب قصة الرسالة وإقرأ. ففي كل الحالات كان هنالك شعب أمن يعيش في أمان ورخاء في موطنه, فجاء من يريد "إحتلال" المكان وتغيير الواقع الجميل الرائع, وذالك بذرائع واهية هي في الأساس مصالح وغايات دنيوية.

أحداث الفيلم أثارت في الأفكار والتفكير حول جامعة القدس "والمعركة" على الساحة الطلابية الإسلامية, وما الذي سيحدث هناك. هل سيحدث سلام وإخاء -الشيء الذي فشل فيه البشر مع النافي في فيلم الأفاتار-, أم ستكون هنالك معركة ونزاع وشقاق كيفما حدث في الفيلم, ولكن مع فرق وحيد هو أن في أفلام المسلمين والمعارك بينهم لا يوجد منتصر, بل كل الأطراف خاسرة.

أعاد الأفاتار الى ذاكرتي جلسة كانت لي قبل أسبوعين ونصف مع أخ لي من كتلة إقرأ, فقد طلب الحديث معي لبحث إمكانيات العمل المشترك بين إقرأ والرسالة, فقد كان خلاصة حديثي له, أن الرسالة أبوابها دائماً مفتوحة لكل مسلم وبما في ذالك إقرأ, بل أن كل مسلم غيور سيسعد لو أن العلاقة بين الأجسام الإسلامية تكون علاقة وحدة وتأخي, ولكن كان حديثي له أن الصيغة التي تقترحها إقرأ للرسالة, وهي أن الرسالة هي "تعاون جمعية إقرأ ومؤسسة القلم في بعض النشاطات العامة فتكون تحت إسم الرسالة" هي صيغة مرفوضة كلياً, فهذه الصيغة تلغي فكرة الرسالة بأن الإسلام أوسع من إقرأ والقلم وأن العمل الإسلامي يجب أن يكون مفتوحاً لكل المسلمين وليس فقط لأبناء إقرأ والقلم, خاصة وأن غالبية أعضاء إدارة الرسالة, 12 من 16 لا ينتمون للحركة الإسلامية القطرية وغير مؤطرين فيها, لذالك لا يمكنك أت تفرض عليهم أن يكونوا "القلم" أو أن يعملوا تحت إسمها.

لذالك كان عرضي لأخي وطلبت منه أن يوصله لإدارة أقرأ هو واحد من أربع إحتمالات لا خامس لها:
- إما أن تعود الرسالة كما كانت كل السنين السابقة, عمل طلابي واحد يجمع كل المسلمين دون النظر الى إنتماءاتهم القطرية. ( وهذا ما ترفضه إقرأ)
- أي صيغة عمل مشترك بين إقرأ والقلم توافق عليها جمعية إقرأ ومؤسسة القلم وتكون نافذه في كل الجامعات.
- صيغة عمل تجمع جسمين, هما اقرأ مع "الرسالة" , والرسالة في تعريفها جسم يضم كل المسلمين على إختلافهم وتضم داخلها القلم.
- صيغة عمل تجمع ثلاثة أجسام, إقرأ والقلم والغير مؤطرين ليشكلوا معاً الرسالة.

طبعاً عرضت على أخي أن ينقل هذه الصورة لإدارة أقرأ ولشباب إقرأ في الجامعة, ونحن مستعدين لكل صيغة عمل ومع موافقة إقرأ نبحث التفاصيل, كما طلبت من أخي أن تكون جلسة "أخوة ومحادثة" بين إدارتي الرسالة وإقرأ للحديث وتوضيح الصورة والأراء المسبقة, خاصة وأن معظم الشباب في إقرأ لا يعرفون شيئاً عن الرسالة سوى أفكار مغلوطة وأراء مسبقة, وذالك لتصفية القلوب وزرع المحبة والأخوة.

حتى اليوم لم نستلم أي رد من إقرأ, ولا ندري إذا كانت أي صيغة مقبولة عليها.

في الوقت الحالي ومع بدئ الفصل الدراسي الثاني سيبدأ الفصل الثاني من الفيلم الإسلامي "المعركة الإسلامية", وهو سيكون مختلف عن الفصل الدراسي الأول والفصل الأول من الفيلم. فالأن تقوم إقرأ مثل الرسالة, ببناء خطة عمل ونشاطات للفصل الثاني, وطبعاً ستكون مليئة بالنشاطات والفعاليات والدعاية الإعلامية وذالك للتنافس على الساحة الإسلامية, ولكن هذه المرة بفرق كبير عن الفصل الأول, فقد شهد الفصل الأول مفاجأة كبيرة للرسالة كادت تؤدي لإنهيارها, فإن إنفصال إقرأ وعملها المنفصل المفاجئ وتخليها عن مسؤولياتها التاريخية والإسلامية إتجاه الرسالة, كادت أن تنهي عصر الرسالة وتقضي عليها, ولكن شاء الله أن تكون هذه المحنة لإبتلاء السلمين وتمحيصهم, ولتخرج الرسالة مع نهاية الفصل الأول أقوى أضعافاً عديدة من بداية السنة. خاصة وأن الرسالة عملت كل الفصل الأول من دون إدارة للرسالة ومن دون أجندة واضحة وتخطيط مسبق, ومع ذالك كانت نشاطاتها موازية لنشاطات اقرأ بكل المقاييس.

الفصل الثاني سيشهد زخماً ونقاشاً وحديثاً كثيرأً, وربما ستكون إنتخابات للجنة الطلاب العرب, وستكون فيه زيارات مكثفة لغرف الطلاب- الشيء الذي لم يكن في الفصل الأول- وسيسأل الطلاب عن الرسالة وإقرأ وعن أسباب الإنشقاق, وهنا ستكون المعركة التي يخسر فيها الجميع, ولكن التاريخ سيحدد الخاسر الأكبر فيها.
وهنا سيعود السؤال من جديد, هل سيصطلح النافي مع البشر, أم أن الحال سيكون كما الحال في الأفاتار؟

هناك تعليقان (2):

  1. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    بارك الله فيك اخي وسام.. يبدو أنك لم تنم بعد عودتنا الساعة الواحدة بعد نص الليل من الفيلم.. وجلوسك لكتابة هذه المدونة!!

    بداية أخي .. أرجو منك أن لا تستخدم التعبير "جامعة القدس" لأنها في الحقيقة الجامعة العبرية .. وهذا فرق جوهري.. جامعة القدس هي الجامعة العربية الفلسطينية .. التي ترفض إسرائيل الاعتراف بها وبخريجيها بسبب اسمها.. وهذا مثل أن يستعمل البعض تعبير "تل الربيع" بقصد تل أبيب.. فهذه مغالطة وتكريس لمفاهيم ولغة المستعمر... وهذا ما حاول البشر (חייזרים) فعله على كوكب باندورا في الفيلم العبقري لهولوود. وهذا ما فعله الأوروبيون بالهنود الحمر.. والفرنسيون بشمال أفريقيا.. وهذا ديدن كل مستعمر: احتلال الأرض ومصادرة انسانية السكان الأصليين وتشويه المفاهيم.
    ولم أذكر عبثاً.. عبقرية الإنسان التي تقف من وراء الفيلم .. ليس فقط تقنياً.. فهناك من يدعي أن الغرب متفوق فقط تقنياً.. وهذا غير صحيح. للسناريو.. الأداء.. الفكرة .. للتسلسل الدرامي.. للمقاربة الخيالية للواقع تقف من وراء كل ذلك عبقرية إنسانية مرهفة وغير معقدة وغير منغمسة في ذاتها! وهذا ما نأخذه على أنفسنا والإسلاميين بشكل خاص.

    الانشغال في أمور لا تقدم بل تأخر.. وهذا ما تفعله إقرأ في الجامعة العبرية. بدل الانشغال في الأمور العظيمة التي تخرجنا من "العزلة الدينية" التي نقبع تحتها.. تحت وطأة أفكارنا المتجمدة وتضييقنا لإسلامنا في إطار الشخص والحركة. فلنعتبر كيف يمكن لفيلم من 120 دقيقة تغيير مفاهيم وتسويق رؤى جديدة لعالم مأساوي .. بينما ينتج العرب مسلسل من 30 حلقة كي يوصلوا فكرة.. حتى أنهم لا ينجحون في ذلك. فكم بحاجة نحن المسلمين لهذه العبقرية وكم بحاجة الاسلام "لمسوقين" عباقرة تأخذ السناريو والفكرة والمقاربة الواقعية.. بالإضافة إلى التقنية لتصنع عالم آخر.. خالي من "البشر" (חייזרים) كما فعل شعب النافي على كوكب الباندورا عندما حافظ على أصالة ثقافته واستخدم تقنيات وعبقريات "البشريين".. ولإقرأ دور مهم في هذا! ولكن هل ترتقي لمستوى الدور الذي ننتظره منهاونتوقع منها ملئه!! الله أعلم

    أسامة

    ردحذف
  2. الفيلم أكثر من رائع ....
    نستفيد منه كذلك أن معاني الخير والحفاظ على الحق يستدعي التضحية .. ولا نصر بلا ثمن ..!
    وربنا يفرجها عليكم في الجامعة العبرية!

    هنادي

    ردحذف