"مع النشاط الهائل الذي يسود جبهة الأعداء فقد رأيت بني قومي لا يزالون يمضغون خلافات جوفاء, وتسيطر عليهم أفكار ضحلة, وتسيرهم أهواء قاتلة وشهوات غبية, ومن حقي وأنا أحد المشتغلين بالدعوة الاسلامية أن أصرح بأشجاني وأن أبث همومي". محمد الغزالي كتاب هموم داعية.
هذه المقالة هي محاولة للتنفيس عن ما يملأ النفس من ضيق وكدر, ويملأ الفكر بالقلق والتفكير, وهي هموم أحاول بثها للجميع, علَ بعض العقول الراقدة في سبات عميق كأنها الدبب القطبية تستفيق من سباتها, وعلَ بعض النفوس المريضة تصح من مرضها, وعلَ بعض الجاهلين يخرجون من دوامة جهلهم.
محاولتي هذه هي لبث الهموم وللأحزان, هي محاولة للتفكير والتمحيص بعد النظر الى أولائك الذين تسكرهم نشوة الغرور والحماقة, أولئك الذين تمتلئ عقولهم ونفوسهم بنشوة الكبر حتى تسول لهم نفوسهم هدم وتشقيق كل صرح دعوي وإسلامي يوحد المسلمين تحت أكنافه, اولئك الذين يزرعون بذور الفتنة والتفرقة والتشرذم.
برأيي وراء معظم حالات الإنشقاق في الجماعات والحركات الإسلامية بعض من التجار والسياسيين, الذين يستغلون التفرقة لحوائج دنيوية وغايات سياسية, هي في الأغلب الحفاظ على الكراسي والمناصب والوظائف والتجارة. للأسف هذه التجارة هي التجارة بالدين.
موضوع حال المسلمين وحال تلك الحركات "الإسلامية" التي إحتكرت الإسلام والعمل الإسلامي والتي نصبت نفسها وصيةً على هذا الدين نال من تفكيري وحديثي مع نفسي أكثر مما ناله هم أخر من هموم دنياي, فقد بت أرى مصيبة المسلمين وسبب رئيسي لفسادهم وضياعهم والحال التي وصلوا إليها, هي إنشغال الدعاة والحركات الإسلامية بترهات وسخافات ورسم بطولات دونكشوتية لأعمالهم الدعوية ونشاطاتهم الحركية, وكيف أن تلك الحركات أصبحت "منظمات مغلقة" لا تخاطب إلا أتباعها, ولا تخدم إلا مصالحها من أجل إبقاء نفسها على قيد الحياة, جاعلة بينها وبين هموم المسلمين ومشاعرهم مئات السنين الضوئية.
فكرت كثيراً وسألت نفسي لماذا؟ لماذا هذه الفرقة والتشرذم والتشقق والإنقسامات؟ فما وجدت أمامي إلا الجواب الذي أجاد الشيخ الغزالي صياغته حين قال:
"وعلى أهل المسؤولية الاسراع في جمع القوى, وسد الثغرات وحشد كل شيء لاستنقاذ وجودنا المهدد. ان أي امرئ يشغل المسلمين بغير ذالك اما منافق يمالىء العدو ويعينه على عزيمتنا, واما أحمق بمثل دور الصديق الجاهل, ويخذل أمته من حيث لا يدري. وكلا الشخصين ينبغي الحذر منه وتنبيه الأمة الى شره."
لا أريد الظن بأناس ينادون بإسم الإسلام أنهم منافقون يعملون في غير مصلحة الإسلام عن قصد, ولكني أظن معظمهم حمقى في تفكيرهم, مرضى بمرض الغرور والكبر في نفوسهم.
الأمثلة على حالات الإنشقاق في الحركات والجماعات الإسلامية محلياً, قطرياً ودولياً هي كثيرة, فبت لا ترى قرية ولا بلداً إلا وقوى المسلمين مشتتة وأن الجماعات الإسلامية هناك متفرقة وبعدها إنفصل عن بعض.
هذه المقالة هي محاولة للتنفيس عن ما يملأ النفس من ضيق وكدر, ويملأ الفكر بالقلق والتفكير, وهي هموم أحاول بثها للجميع, علَ بعض العقول الراقدة في سبات عميق كأنها الدبب القطبية تستفيق من سباتها, وعلَ بعض النفوس المريضة تصح من مرضها, وعلَ بعض الجاهلين يخرجون من دوامة جهلهم.
محاولتي هذه هي لبث الهموم وللأحزان, هي محاولة للتفكير والتمحيص بعد النظر الى أولائك الذين تسكرهم نشوة الغرور والحماقة, أولئك الذين تمتلئ عقولهم ونفوسهم بنشوة الكبر حتى تسول لهم نفوسهم هدم وتشقيق كل صرح دعوي وإسلامي يوحد المسلمين تحت أكنافه, اولئك الذين يزرعون بذور الفتنة والتفرقة والتشرذم.
برأيي وراء معظم حالات الإنشقاق في الجماعات والحركات الإسلامية بعض من التجار والسياسيين, الذين يستغلون التفرقة لحوائج دنيوية وغايات سياسية, هي في الأغلب الحفاظ على الكراسي والمناصب والوظائف والتجارة. للأسف هذه التجارة هي التجارة بالدين.
موضوع حال المسلمين وحال تلك الحركات "الإسلامية" التي إحتكرت الإسلام والعمل الإسلامي والتي نصبت نفسها وصيةً على هذا الدين نال من تفكيري وحديثي مع نفسي أكثر مما ناله هم أخر من هموم دنياي, فقد بت أرى مصيبة المسلمين وسبب رئيسي لفسادهم وضياعهم والحال التي وصلوا إليها, هي إنشغال الدعاة والحركات الإسلامية بترهات وسخافات ورسم بطولات دونكشوتية لأعمالهم الدعوية ونشاطاتهم الحركية, وكيف أن تلك الحركات أصبحت "منظمات مغلقة" لا تخاطب إلا أتباعها, ولا تخدم إلا مصالحها من أجل إبقاء نفسها على قيد الحياة, جاعلة بينها وبين هموم المسلمين ومشاعرهم مئات السنين الضوئية.
فكرت كثيراً وسألت نفسي لماذا؟ لماذا هذه الفرقة والتشرذم والتشقق والإنقسامات؟ فما وجدت أمامي إلا الجواب الذي أجاد الشيخ الغزالي صياغته حين قال:
"وعلى أهل المسؤولية الاسراع في جمع القوى, وسد الثغرات وحشد كل شيء لاستنقاذ وجودنا المهدد. ان أي امرئ يشغل المسلمين بغير ذالك اما منافق يمالىء العدو ويعينه على عزيمتنا, واما أحمق بمثل دور الصديق الجاهل, ويخذل أمته من حيث لا يدري. وكلا الشخصين ينبغي الحذر منه وتنبيه الأمة الى شره."
لا أريد الظن بأناس ينادون بإسم الإسلام أنهم منافقون يعملون في غير مصلحة الإسلام عن قصد, ولكني أظن معظمهم حمقى في تفكيرهم, مرضى بمرض الغرور والكبر في نفوسهم.
الأمثلة على حالات الإنشقاق في الحركات والجماعات الإسلامية محلياً, قطرياً ودولياً هي كثيرة, فبت لا ترى قرية ولا بلداً إلا وقوى المسلمين مشتتة وأن الجماعات الإسلامية هناك متفرقة وبعدها إنفصل عن بعض.
وفي بلادنا أنظر الى كل قرية مهما صغرت ترى أبناءها منشقين منفصلين.
وأنظر الى الجامعات ترى أبناء الدعوة الى الإسلام متناحرين منشقين منفصلين, ومن هذه الجامعات جامعة قضيت بين أروقتها ثلث عمري هي الجامعة العبرية في القدس.
فها قد مر فصل دراسي على شق العمل الإسلامي في القدس على يدي جمعية أقرأ , والتي كان أبناؤها في ما مضى جنواداً وفاعلين تحت لواء التوحيد والوحدة والعمل الإسلامي الواحد هو حركة الرسالة الطلابية, وقد إختاروا في إقرأ لأنفسهم قرار العمل المنفصل حسب تصوراتهم "وإعتباراتهم الشرعية" تحت مسمى "كتلة إقرأ", والسؤال الذي لا بد يطرح نفسه, ماذا أضاف إنشقاق إقرأ للإسلام والدعوة؟
مثال إقرأ هو مثال مصغر للصورة الكبرى والمرض الأكبر الذي يصيب الحركات الإسلامية محلياً قطريا وفي ربوع العالم الإسلامي, وفهم وتحليل الصورة المصغرة يساعد جميعنا في فهم الصورة الكبرى وربما تغييرها!
سيخبرني البعض لماذا تتحدث عن إقرأ بالذات وهي ربما الحركة الأنشط طلابياً منذ بداية الفصل الدراسي في الجامعة العبرية؟ وهي برأيي حقيقة. كانت كتلة إقرأ هي الخلية "الأنشط" طلابياً في ساحة الجامعة العبرية.
هي أول الخلايا إستقبالاً للطلاب. هي الخلية التي وزعت أجمل الهدايا وأكثرها قيمة وجودة. هي أكثر الخلايا إنفاقاً للاموال على الطلاب. وربما هي أكثر الخلايا الطلابية التي قامت بنشاطات طلابية وتواصلت مع الطلاب في غرفهم السكنية. وهي الخلية الإسلامية الوحيدة التي قامت بأسبوع دعوي! هذه كلها حقيقة ولكن ليس هذا السؤال الذي يجب أن يطرحه كل منا.
فقد كان قبل إقرأ كل النشاطات التي ذكرت, وقد أمتازت حركة الرسالة في كل السنين السابقة في هذه النشاطات وأبدعت بها, ولكن يبقى السؤال ماذا أضافت إقرأ على العمل الدعوي والإسلامي؟ وما الجديد التي أتت به للدعوة والإسلام حتى تبرر أنشقاقها وإنفصالها؟ ولماذا إنشقت اقرأ؟
برأيي الشخصي وكشخص مسلم يغار على دينه ويظن في نفسه الغيرة على دين الله. لا شيئ إضافي! لم تضف أقرأ شيئاً يعم بالفائدة والخير على العمل الدعوي, ولم يكن إنشقاقها الا مضرة للعمل الدعوي!
المصيبة الأكبر التي حلت بالعمل الإسلامي كما أراها من موقعي, أن معظم "المسلمين العاديين", باتوا يهربون من الإنضمام للعمل الإسلامي وذالك بسبب التفرق والتشرذم, وبعد أن كانت الدروس الدعوية الأسبوعية تجمع عشرات الأخوة أسبوعياً, بت ترى العدد ينخفض الى النصف.
وبعد أن كانت قاعات علوم الطبيعة تمتلئ بجموع الطلاب في الفعاليات العامة حتى كنا نجلس على الدرجات, بت ترى القاعات نصف فارغة.
حتى إقرأ بكل خيلها وخيلائها, لم تستطع جمع أكثر من 70 طالب في أضخم فعالية لها, وهو عدد كنا نراه قليلاً جداً حتى في الدروس العامة, فكم بالحري في فعالية عامة وفي جبل المشارف.
فلو جلس الفاعلون في إقرأ جلسة صدق مع أنفسم سيسألون أنفسهم هذا السؤال, وبرأيي سيمتنعون عن أن يروا أمام أعينهم الحقيقة الواضحة للجميع, ألا وهي الفطرة! فطرة المسلم تقربه مما هو في أصل الإسلام وهو الوحدة والتوحيد, وتبعده عن ما هو نقيض فطرته ودينه, ألا وهو الفرقة والتشرذم وهوى النفس.
السؤال يعود ويفرض نفسه, لماذا؟ فكر معي أخي الحبيب, وإسأل نفسك بكل صدق لماذا؟ لماذا تتشقق الحركات الإسلامية؟ هل حقاً لمصلحة الدين من باب " وفي ذالك فليتنافس المتنافسون"؟ أم هي باب من أبواب أمراض النفوس وحب الدنيا والغرور والكبر؟ والتي تدخل تحت تحذير الأية :
وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَـئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيم ?
قبل الجواب على ذالك, تأتي نظرة على مصيبة المسلمين الأولى بنظري, ألا وهي الخنوع والخضوع للواقع واللا مبالاة بالتغيير.
فترى جموع المسلمين ترضى بحال التفرقة وتقول لك وماذا تريد مني أن أفعل, وتجلس في بيوتها, تاركة الدين والدعوة لأولئك الذين عينوا أنفسهم أوصياء على الدين, أولئك الذين أصبحت الحركة والدعوة الإسلامية هي تجارتهم.
لذالك فأنا لا ألوم التجار فقط, بل ألومك أنت أخي أيضاً وألوم كل المسلمين الذين حتى لا يكلفون أنفسهم قول كلمة حق في وجوه أولئك الذين شتتوا قوى المسلمين وأضاعوا جموعنا بحماقاتهم وغرورهم.
يعود السؤال وعليه سنحاول الإجابة في المقالات القادمة: لماذا الإنشقاق؟ ما العمل للتغيير؟ وما دوري أنا وأنت كمسلمين "عاديين"؟
ربما يكون الجواب بأن نتعلم من الذين نسميهم "الكفار", من الشعب ألألماني, ونتعلم منهم تحطيم الجدران التي بناها الغرباء لنا, كما حطموا هم جدار برلين!
يتبع إن شاء الله وقدَر...